![]() |
الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية |
الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية ما يجوز وما يُمنع من منظور إسلامي
العلاقة الزوجية في الإسلام ليست مجرد حاجة بيولوجية، بل هي علاقة مقدسة قائمة على المودة، والرحمة، والاحترام المتبادل. وقد شرعها الله تعالى طهرًا للنفس، وتكثيرًا للذرية، وسكونًا بين الزوجين.
لكن مع ذلك، ليست كل الأفعال مباحة، فهناك حدود شرعية وضعها الله ورسوله ﷺ، يجب على الزوجين الالتزام بها لحماية أنفسهما، وعلاقتهما، ودينهما.
في هذا المقال، نستعرض الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية من خلال النصوص الشرعية الصحيحة، مع توضيح ما هو جائز وما هو ممنوع.
أصل العلاقة في الإسلام: الحلية والطهارة
قال الله تعالى:
هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة: 187]
ووصفها النبي ﷺ بـ الصدقة، وقال:
وإنك تُؤجر في فرجك إذا أحللته حلالًا (رواه الطبراني).
إذًا، العلاقة الزوجية حلال طاهر، ولكنها تخضع لضوابط شرعية.
الأفعال المحرمة في العلاقة الزوجية
1. الجماع في الدبر (اللواطة)
هذا من أكبر الكبائر، وقد لُعن فاعله في الحديث الصحيح:
لعن الله من أتى امرأته في دبرها (رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني).
الحكم:
- محرم تحريمًا قاطعًا.
- لا يجوز بأي حال من الأحوال.
- حتى لو رضيت الزوجة، فالإذن لا يبيح الحرام.
2. الجماع أثناء الحيض والنفاس
قال الله تعالى:
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ [البقرة: 222]
الحكم:
- الجماع محرم من أول يوم نزول الدم حتى انتهاء الطهر.
- من يفعله، فقد عصى الله، ويجب عليه التوبة.
- لا يُشترط غسل كامل الجسم، بل يكفي زوال الدم.
ملاحظة: المداعبة خارج الفرج جائزة، ما لم يدخل شيء في المهبل.
3. الإجهاض المتعمد بعد تعلق الروح (بعد 120 يومًا)
إذا تبين أن الزوجة حامل، وقررا إسقاط الجنين بعد نفخ الروح (بعد 4 أشهر)، فهو قتل نفس بغير حق.
قال الله تعالى:
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء: 31]
الحكم:
- الإجهاض بعد 120 يومًا حرام، إلا لضرورة طبية تهدد حياة الأم.
- قبل ذلك، له أحكام تفصيلية، لكنه مكروه أو محرم حسب الظروف.
4. استخدام وسائل تؤدي إلى العقم الدائم بدون سبب شرعي
مثل: إزالة الرحم أو الخصيتين بدون مرض، أو استخدام وسائل منع حمل دائمة بدون ضرورة.
الحكم:
- التعقيم الدائم محرم إذا لم يكن لضرورة طبية.
- قال النبي ﷺ: لا ضرر ولا ضرار (رواه ابن ماجه).
لكن:
- وسائل منع الحمل المؤقتة (حبوب، لولب، عازل…) جائز استخدامها باتفاق الزوجين ولسبب مشروع (كالتربية، الصحة…).
5. التصوير أو التسجيل الجنسي (الفيديوهات أو الصور)
حتى بين الزوجين، فإن تصوير العلاقة الحميمة محرم، لأنه:
- ينتهك ستر الزوجين.
- قد يُسرب أو يُستخدم ضد أحدهما.
- يدخل في حكم النظر إلى العورة.
قال النبي ﷺ:
إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت (متفق عليه) – إشارة إلى حساسية الخصوصية.
الحكم:
- التصوير الجنسي حرام، حتى لو كان بين الزوجين.
- حفظه أو مشاركته جريمة شرعية وقانونية.
6. الإيذاء الجسدي أو النفسي في العلاقة
مثل: الضرب، الشتم، أو إجبار الشريك على أشياء تضر بصحته أو كرامته.
الحكم:
- الإيذاء محرم، حتى في العلاقة الحميمة.
- قال النبي ﷺ: استوصوا بالنساء خيرًا (متفق عليه).
- العلاقة يجب أن تكون بمحبة ورحمة، لا بقهر أو إجبار.
ما يجوز في العلاقة الزوجية؟
لكي لا يظن البعض أن الإسلام يقيد العلاقة، نوضح أن الإسلام أباح الكثير:
- المداعبة بأنواعها (قبل الجماع وبعده).
- اللمس، التقبيل، والكلام الحميمي.
- الجماع من الأمام بالطريقة التي يرتاح لها الزوجان.
- تجربة وضعيات مختلفة، ما دامت من الفرج ومن الأمام.
- الاستمتاع بكل الجسد، ما عدا المحرمات المذكورة.
قال النبي ﷺ: أيما امرأة سألت زوجها جماعًا فأبى عليها، لعنتها الملائكة حتى يُجيبها (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
خلاصة: ما يُمنع في العلاقة الزوجية
نصائح للزوجين
- تقرّبا من الله في علاقتكما، وابدآ بالبسملة.
- تحادثا بصراحة عن احتياجاتكما، دون تجاوز الحدود.
- تعلما من السنة النبوية في المعاملة والجنس.
- استشيرا طبيبًا أو شيخًا عند الشك في أي فعل.
- حافظا على خصوصية علاقتكما، ولا تتحدثا عنها مع الآخرين.
تذكير:
العلاقة الزوجية في الإسلام حلال طاهر، لكنها ليست فوضى. هي حرية في إطار الضوابط، ومتعة في حدود الطاعة.
تعليقات
إرسال تعليق